تعرف على البوصلة السحرية للنجاح.. كيف تدير وقتك بشكل صحيح؟
تعرف على البوصلة السحرية للنجاح.. كيف تدير وقتك بشكل صحيح؟
كتبت- مروة بدوي
الوقت يساوي المال، هي الحكمة الأكثر انتشارًا حول قيمة الوقت وأهمية تنظيمه وحسن استغلاله، لكن يبقى الأمر مجرد وصف لقيمة الوقت دون تقديم طريقة أو منهج واضح عن فن إدارته.
ودائما ما كشف علماء النفس والاجتماع عن رغبات الإنسان الداخلية في حسن تنظيم الوقت حتى يحصد في نهاية عمله على يوم مثمر، لكن في مقابل ذلك العقل البشري يريد أن يبقى داخل منطقة راحته الخاصة ويفضل عدم استهلاك طاقته الذهنية، ومجهوده في التفكير في تنظيم الوقت، لذلك يوحي لك عقلك بأن ما عليك فعله اليوم يحتمل التأجيل للغد، لذلك يقع الإنسان بين رغباته وذهنه، وهنا يجب أن تنتصر الإرادة والوعي وأولوياتك الحياتية التي يجب التحرك نحو تحقيقها في التوقيت المناسب.
كتاب First Things First، للكاتب الأمريكي الشهير ستيفن كوفي بمشاركة إيه روجر ميريل، وريبيكا آر ميريل، يوفر منهجًا لإدارة الوقت يهدف إلى مساعدة الشخص على تحقيق الفعالية والمواءمة بين الأشياء الأولى والمهمة في حياة كل شخص، يعتمد هذا المنهج على "بوصلة" تقودك إلى حياة أفضل لأنك ببساطة قبل أن تنظم وقتك وتنطلق لإنجاز مهامك، عليك أولاً أن تعي اتجاهك أو إلى أين ستصل بالنهاية؟
ورسالة الكتاب تتبلور في أن عملية تنظيم الوقت ليست عملية تنظيم مرحلية أو لحظية، بمعنى أن حسن إدارة وقتك لا يعني تحديد ساعة صباحية تضع بها جدولك اليومي، لكن الإنسان يحتاج إلى بوصلة عامة تنظم حياته وتدفعه للأمام، وتجعله يعيد تفكيره في أولويات الحياة، وهل يهتم بأولوياته الحقيقية ويمنحها العناية اللازمة أم يهدر وقته في مهام أخرى.
يقول الكتاب إن تنظيم الوقت لا يعتمد فقط على إدراج عدة مهام والنجاح في إنجازها بسرعة لكن حسن إدارة الوقت هو أن تفعل الأمر الصحيح في التوقيت المثالي وبشكل جيد ومتقن.
وعليك أن تتحرر من ربط مفهوم تنظيم الوقت بالسرعة فقط ولذلك يقدم لك الكتاب بوصلة خاصة والتي لا تنظم وقتك فقط بل تمنحك القوة لكي تتحكم في قيادته بشكل صحيح حتى تعيش حياة مثمرة وتتعلم إنجاز الأمور بنجاح وفي النهاية تستمتع بكل شيء.
كيف تصنع بوصلتك الخاصة؟
صناعة بوصلتك السحرية يتطلب تطبيق ما يلي:
أولاً: تحديد اتجاه الشمال “North" الخاص بك
ولكي تتمكن من ذلك جهز ورقة وسجل فيها ما يلي:
1- تصورك لنفسك وما هي رؤيتك وأهدافك بشكل مبسط، اكتب فيها أحلامك التي تسعى لتحقيقها ودورك بالحياة والمجتمع.
2- تعهد مكتوب لاستخدام ضميرك: هنا أنت تحكم ضميرك في أهدافك هل هي مشروعة ومفيدة وتستحق التضحية أم أنها مجرد أوهام أو أهداف مرحلية قد تستغني عنها بعد فترة قصيرة.
3- تعهد باستخدام إرادتك: كما ذكرنا قد يدفعك عقلك أو نفسك إلى التراجع، لذا هذا التعهد بمثابة وثيقة تتعهد فيها ببذل كل المجهود اللازم للوصول إلى هدفك وأنك سوف تتخلى بإرادتك عن أمور ثانوية من أجل تحقيق حلمك الأساسي.
4- التخيل: أغلق عينيك وتخيل أنك قد حققت رؤيتك وأهدافك وأنجزت مهامك كيف ستكون حياتك حينها.. فوقتها ستشعر أنك سعيد مثلا وقادر على التغيير.
واكتب عنوان هذه الورقة North أو الشمال واحتفظ بها واجعلها دائما معك حتى تتذكر ما هو اتجاهك الذي تنطلق إليه.
ثانيا: تحديد مكانك الحالي وما هو موقعك الآن حتى تنطلق إلى جهة الشمال.
وفي هذا الجزء عليك تقسيم مهام حياتك إلى أربعة أنواع، ويمكنك أيضا الاستعانة بورقة وتقسيمها إلى 4 مربعات:
صورة 1
المربع الأول: يحتوي على المهام الهامة والعاجلة وهي أشياء طارئة ومهمة عليك إنجازها لا محالة وبشكل آني مثل "الاختبارات، مقابلات العمل، مواعيد التسليم النهائية للمشاري، الحوادث أو الكوارث..." ودون في هذا المربع كل ما يشغل وقتك على غرار هذه المهام.
المربع الثاني: يشمل مهام مهمة لكن غير عاجلة: هنا نتحدث عن مهام تشغل وقتك وهي غير عاجلة يمكن تأجيلها لكنها مهمة وفعالة على غرار "التخطيط للمستقبل، التفكير في اتباع نظام غذائي صحي، التخلي عن عادات غير جيدة..."، ودون في هذا المربع أي أمر أو مهمة توجد بحياتك قائمة على التخطيط أو الوقاية من شيء أو النظر للمستقبل تذكر أنه أمر مهم لكنه غير عاجل.
المربع الثالث: يشمل مهام عاجلة وغير مهمة: دون في هذا المربع كل الأمور التي عليك فعلها حتى وإن كانت ليست ذات أهمية ولكنها تستهلك وقت وترتبط بتوقيت معين مثل الرد على رسائل إلكترونية غير مهمة أو محادثات تليفونية أو أمور ترفيهية ترتبط بمواعيد محددة مثل أعياد الميلاد أو حفلات السينما وحضور حفلات الزواج.
المربع الرابع: مهام غير مهمة وغير عاجلة: هنا سجل أي شيء يقتل وقتك ويستهلكه في الفراغ مثل النوم لساعات أكثر، ومشاهدة التلفاز لأوقات طويلة، وتناول القهوة والشاي والمحادثات غير الهادفة.
وبناء على هذه المربعات أو التقسيم السابق يقدم لك الكتاب النهج المثالي لتنظيم الوقت ويعطيك نسب تقريبية لإدارة الوقت:
• يجب أن تقضي حوالي 29% من وقتك في المربعين الأول والثالث.
• بينما يجب أن تستهلك 70% من وقتك في المربع الثاني لأنه أهم مربع والتركيز عليه يدفع حياتك للأمام وهو يحمل في الواقع اتجاه الشمال الخاص بكل شخص.
• بينما ما يجب أن تقضيه في المربع الرابع لا يتعدى 1% من حياتك.
والآن ضع هذه الورقة أمامك وراقب نفسك وأجب عن هذا التساؤل: كيف تقضي معظم وقتك أو في أي مربع تستهلك ساعات حياتك؟
إذا كنت في المربع الأول فأنت في مرحلة وقتية ستنتهي مع انتهاء المهام العاجلة وعليك بعدها العودة فورًا إلى مربع 2.
إذا كنت في المربعين الثالث أو الرابع عليك أن تغير عالمك تماما وتبدأ في استهلاك وقتك في المربع الثاني، أما إذا كنت في المربع الثاني فأنت صاحب بوصلة سليمة وصحيحة وعليك أن تمضي قدمًا.